רוצה לקבל עדכונים מבלוג שיפט?
הצטרפ.י לניוזלטר שלנו
רוצה לקבל עדכונים מבלוג שיפט?
הצטרפ.י לניוזלטר שלנו
انّ عملية التوظيف في المؤسّسات ليست مجرد إجراء لملء شواغر وظيفيّة، بل هي وسيلة لدمج القيم والرؤية المؤسّساتية عبر أداء الأفراد. من خلال عمليّات تخطيط واستقطاب وتصنيف فعّالة يمكن أن تحوّل المؤسّسة تحدّي التوظيف إلى أداة استراتيجية للنجاح والنمو لطاقم العمل والمهمّة المؤسّساتيّة. تحديدًا في مؤسّسات المجتمع المدني، حيث يشكّل التوظيف وسيلة لدمج كوادر شبابيّة لقيادة عمليّة التغيير المجتمعي وتطوير قيادات شبابيّة.
تشير الدراسات في هذا المجال "تأثير استراتيجيّات التوظيف الفعّالة على انتاجيّة المؤسّسة" إلى أنّ المؤسّسات التي تمتلك استراتيجيات توظيف فعّالة تزيد من إنتاجيّتها مقارنة بمنافسيها. وذلك بسبب قدرتها على بناء وإدارة عمليّات توظيف تجذب المورد البشري الثري بالمعرفة المطلوبة، وبإمكانيتها على إدارة عمليّات التصنيف في شتّى مراحلها بعناية وباتخاذ قرارات صائبة تتّسم بالتوافق بين المرّشحين من جهة والمسمّى الوظيفي من جهة اخرى، ولاحقًا بإدارة وتطوير المورد البشري داخل المؤسّسة.
وبهذا فقد اصبحت عمليّة التوظيف اليوم جزءًا أساسيًّا من استراتيجية المؤسّسات التي تسعى لتحقيق نجاحاتها بمنطلق رؤية شموليّة واستثمار طويل الأمد في تطوير الكادر البشري فيها.
يقدّم هذا المقال نموذج فكري وعملي للمسؤولين في المؤسّسات عن عمليّات التوظيف وإدارة المورد البشري فيها.
لقد اعتادت العديد من المؤسّسات على التعامل مع التوظيف من خلال تطبيق لأدوات تصنيف مركزيّة وشائعة، مثل نشر الإعلانات وجذب المرشّحين، إجراء مقابلات هاتفية أو شخصية، وفي بعض الحالات إرسال مهمّة للمرشحين، او دعوتهم إلى مركز تقييم إذا تطلّب الأمر، وفي النهاية ارسال رد بالقبول أو الرفض وبهذا تنتهي العمليّة.
قد تبدو مهمّة التوظيف بهذا الشكل مهمّة عينيّة، وربّما لا تحتاج الكثير من الموارد لتحقيق الغاية منها، الّا انّ أسئلة عدّة حول إذا ما كانت المؤسّسة تأخذ القرار الصائب بالاعتماد على رؤية أكثر شموليّة للمرشّح، وملائمته للمنصب والمؤسّسة ككلّ، تبقى موجّهًا اساسيًّا، لا سيما في ظلّ التنافس على القوى البشريّة المتميّزة “Talents” الذي تشهده المؤسّسات في البلاد هذه الايّام.
لذا، اوصي هنا المؤسّسات بإدارة عملية توظيف شاملة ومنظّمة بدلاً من الاكتفاء بإجراءات توظيف منفصلة، يمكنها ضمان تحقيق توافق أفضل بين المرشح والوظيفة وتوفّر للمؤسّسة رؤية شاملة ومركّزة، تحسّن من جودة اتخاذ القرارات وتضمن الشفافية والإنصاف في العمليّة. كما أنّها تعزّز تجربة المرشّح، تقلّل من مخاطر التوظيف غير المناسب، وتوفّر الموارد القيمة، مما يسهم في كفاءة عمل المؤسّسة ونموّها على المدى البعيد.
اقدّم هنا نموذج توظيف عملي، يتضمّن خمسة مراحل لتخطيط وإدارة عملية توظيف فعّالة. يوفّر النموذج إرشادات دقيقة لتحديد الحاجة، بناء خطّة التصنيف، النشر، تقييم المرشحين واتخاذ قرارات مدروسة.
في البداية نقوم بصياغة التعريفات على المستوى المؤسّسة، طاقم العمل الذي نقوم بالتوظيف له والوظيفة المطلوبة، بحيث نحاول الإجابة من خلال الأسئلة التالية على الدافع والحاجة من عمليّة التوظيف:
بعد القيام بالتعريفات أعلاه وتحديدًا تعريف المهمّة والملف الشخصي (يمكن دمجها للنشر للمرشحين لاحقًا)، نقوم بتحديد مراحل وأدوات التصنيف التي ستساعدنا في التعرف على المرشّحين بشكل يتناسب مع الموارد ويوفر لنا المعلومات الكافية لاختيار المرشح الأنسب.
لنقوم بهذه المرحلة، اوصي ببناء خطة التصنيف وأدوات التقييم التالية، ومن ثمّ العمل على تطوير أدوات التقييم او ملائمة أدوات قائمة في المؤسّسة، كتعديل مبنى المقابلة الهاتفية الأولى، المقابلة الشخصيّة وكتابة المهمّة المطلوبة من المرشّح في حال تطلّب الامر.
الى جانب بناء وتعديل الأدوات، نبدأ باختيار أفراد الطاقم للمشاركة في عمليّة التصنيف، كمدير القسم، زملاء في القسم واخرين في المؤسّسة ذات الصلة مستقبلًا بعمل المرشّح.
اوصي باستخدام الجدول التالي كأداة تخطيط وإدارة لعمليّة التصنيف بحيث نقوم من خلاله بالإجابة على:
مثال على ذلك:
(ملاحظة: ترتيب وعمق هذه المراحل يعتمدان على اختيارات كلّ مؤسّسة.)
هنا نبدأ بالنشر عبر القنوات المختلفة مع التركيز والمتابعة مع القنوات والأشخاص ذوي الصلة الذين يمكن أن يشكلوا مصدرًا هامًّا للتواصل مع مرشحين محتملين في دوائرهم المتعدّدة. في هذه المرحلة نقوم:
في هذه المرحلة تحديدًا نبدأ بلقاء المرشّحين المحتملين من خلال أدوات التقييم المختلفة. نقوم بجمع وتوثيق معطيات التقييمات حول المرشّحين، إجراء مناقشات داخليّة واتخاذ قرارات بشأن المرشّحين للانتقال إلى المراحل المتقدمة. بينما سيتم رفض المرشحين الأقل ملاءمة أو توجيههم إلى وظائف أخرى في المؤسّسة.
في كل مرحلة، نعتمد التعريفات من المرحلة الأولى كمرجعيّة لاتّخاذ القرارات المناسبة مع الاخذ بعين الاعتبار نتائج التقييم التي قد تضعنا امام تحدّيات في اختيار المرشّح الأنسب خاصة إذا ما تقاربت نتائج التقييم بين المرشّحين، او كان هنالك تفاوت في المعطيات على معايير وقيم مختلفة وهامّة بذات الدرجة. لذا كلّ الخطوات التالية هدفها تزويدنا بالمعطيات اللازمة لاتّخاذ القرارات في كل مرحلة. فهنا نقوم:
اتخاذ القرارات هو محور موازٍ طوال العملية، وخاصة في المراحل الأخيرة. يُنصح بإجراء عمليّات اتّخاذ القرارات في جلسة كاملة بحضور فريق التصنيف والمدير المسؤول عن التوظيف ومع عرض ومراجعة مجموع التقييمات التي تم جمعها خلال السيرورة من كافّة الادوات.
هنا يتم عرض معطيات التقييم مقابل الاعتبارات والمعايير التي تم تحديدها في المرحلة الاولى. في هذه المرحلة قد نحظى في بعض الأحيان باختيار واضح وحاسم اتجاه أحد المرشّحين الأكثر توافقًا دون أدنى شك مع الوظيفة والمؤسّسة والطاقم، ونتقدّم معه في القبول. وفي أحيان كثيرة سنحتار في اختيار المرشّح الأنسب من بين عدّة مرشّحين قد تألّقوا بذات الدرجة او بدرجات متقاربة في عمليّة التصنيف، لذا اوصي باتباع الخطوات التالية لاتخاذ القرار وإدارة هذا التحدّي:
ثلاثة مبادئ اساسيّة في إدارة عمليّات التوظيف في المؤسسات
في النهاية، هذا النموذج هو بمثابة الحالة المثاليّة التي نطمح ان تتم وفقها عمليّات التوظيف. امّا في الواقع، فيضعنا الحقل امام تحدّيات توفّر الموارد والوقت لتطبيق ذلك. لذا، نوصي باعتماد النموذج كمرجعيّة والعمل قدر المستطاع وفق توفّر الامكانيّات، مع المحافظة على مبادئ التقييم الخاصّة بكلّ مؤسّسة.
كلّ التوفيق!
هل لديكم استفسارات وتساؤلات تتعلّق برحلة التوظيف؟ تواصلوا معنا.
ليصلكم منّا كلّ منشور جديد
التعليقات
شارك تعليقك هنا